ظهور البثور وحب الشباب هو كابوس بالنسبة إلى الكثيرين من بينكم. فالبثرة تظهر فجأة من دون إذن وتستقرّ بهدوء تحت بشرتكم وتأخذ راحتها…تحاولون فقأها بلطف ولكنها ذات صباح جميل تدعو كافّة أصدقائها. أُعلِنَت الحرب. تغطّون وجهكم بطبقات من مساحيق التجميل (Fond de teint) لإخفاء العدوّ وتشكّكون عندما يقول لكم المقرّبين منكم لا بأس بظهور البثور على الوجه. ومع ذلك هناك حسنات للبثور. فقد أظهرت دراسة جديدة أنه يمكن للبثرة أن تكون نعمة للأشخاص الذين يعانون منها.
الإثبات
لاحظ الأطبّاء منذ زمن بعيد أن بشرة الأشخاص الذين يعانون من البثور تشيخ بشكل أبطأ من بشرة الأشخاص الذين ليس لديهم سوابق مع البثور. غالبًا ما تظهر علامات الشيخوخة كالتجاعيد وترقّق البشرة في وقت متأخّر أكثر عند الأشخاص الذين يعانون من البثور. وهذا ناجم عن الزيادة في إفراز الدهن. يخصّ هذا الإثبات الأشخاص ذوي البشرة الدهنيّة. ولكن يعتقد بعض العلماء أن هناك عوامل أخرى متعلّقة بالأمر لذلك ما زالوا يتابعون أبحاثهم.
الدراسة
أظهرت دراسات سابقة أن طول التيلومير يمكنه أن يكون عملًا ينبئ بالشيخوخة البيولوجية. التيلومير هو قسم من الحمض النووي موجود عند أطراف الكروموزومات ويحميها من التلف أثناء عمليّة تضاعف الحمض النووي. تتحلّل التيلوميرات وتتقلّص فتشيخ الخلايا لتؤدّي في النهاية إلى موت الخلايا وبالتالي إلى الشيخوخة. اكتشف علماء جامعة King College في لندن أن الأشخاص الذين عانوا من البثور من الممكن أن تكون تيلوميراتهم أطول في كريات الدم البيضاء، ما يعني أن خلاياهم قد تكون محميّة بشكل أفضل من الشيخوخة.
بفضل هذه الدراسة الجديدة التي نُشِرَت في صحيفة Journal of Investigative Dermatology حصلتم على دليل على أن الأشخاص المعرّضين للبثور هم الأوفر حظًا. مثل أي شيء في الدنيا، هناك جانب إيجابي لكافّة المصائب ! من دون شكّ ستمنحكم نتائج هذه الدراسة سببًا جديدًا لتفرحوا ببثرتكم القادمة.
طريقة عيش نظيفة
اعلموا أيضًا أن البثور تغيّر طريقة عيشكم بشكل إيجابي. فبفضل بثوركم تبدأون بتجنّب كافّة الأطعمة التي من الممكن أن تزيد الوضع سوءًا وتبدأون بالاعتناء أكثر ببشرتكم. كما أن البثرة تجعلكم تدركون إلى أي حدّ التعامل مع الحياة ببساطة هو أمر مهم. أليس من الرائع أن تقرأوا ولو لمرّة واحدة أمرًا إيجابيًا عن البثور؟