كل الذين اتبعوا ريجيمات للتنحيف في حياتهم، يعرفون أن القاعدة الأساسية لخسارة الوزن هي تقليل كمية السعرات الحرارية التي يستهلكونها. لكن هناك دراسة تكشف معلومات جديدة عن مفتاح خسارة الوزن.
لكن دراسة حديثة قد تقلب هذه المعلومة رأساً على عقب. فقد لاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين يقللون من تناول السكر والحبوب المكررة والأطعمة المصنعة ويزيدون من تناول الخضار والأطعمة الكاملة – بدون أن يهتموا بعدّ السعرات الحرارية أو التقليل من الكميات – خسروا الكثير من الوزن في خلال سنة. وهنا يكمن مفتاح خسارة الوزن.
كانت هذه الاستراتيجية ناجحة بالنسبة للأشخاص إذا اتبعوا ريجيماً قليل الدهون أو قليل النشويات. ولا يبدو أن نجاحها تأثر بالعوامل الوراثية أو بردة فعل الأنسولين على النشويات، وهو استنتاج يتحدى فكرة شائعة عن أن هناك ريجيم لكل شخص بحسب تركيبة ال ADN لديه وتحسسه على النشويات أو الدهون.
لا حاجة للحسابات المعقدة من أجل خسارة الوزن. بدل أن تحسبوا السعرات الحرارية، من الأفضل أن تحسّنوا نوعية نظامكم الغذائي. هذا ما يقترحه بحث أميركي ظهر في Journal of the American Medical Association. الطريقة المقترحة تسمح بخسارة ما معدله 5-6 كلغ.
بين يناير/ شباط 2013 وابريل/ نيسان 2015، تابع الباحثون في جامعة ستانفورد 609 أشخاص زائدي الوزن من نفس المنطقة. واقترحوا عليهم ريجيماً بحسب معايير محددة جداً : لا تهتموا بعدد السعرات الحرارية، ولكن حدّوا من تناول إما الدهون وإما النشويات (الكربوهيدرات).
قوموا بجولاتكم في الأسواق وليس في السوبرماركت
المهم بالنسبة للعلماء الذين قاموا بالدراسة، هو تحسين النظام الغذائي اليومي.
يقول كريستوفر جاردنر أحد الباحثين “لقد طلبنا من كل شخص مشارك، مهما كان نظامه الغذائي، أن يذهب إلى الأسواق وأن لا يشتري أطباقاً جاهزة”.
بشكل عفوي، خفّض المتطوعون عدد السعرات الحرارية المستهلكة بين 500 و600 كالوري يومياً.
في بداية الدراسة، كان على المتطوعين أن يحددوا كمية النشويات أو الدهنيات التي يتناولونها ب 20 غرام. وهذا يعادل، بالتتالي، نصف قطعة من الخبز الكامل وحفنة من الجوز. ثم أعاد العلماء إدخال كمية أكبر من الدهون والنشويات بالتدريج.
أعلن الدكتور جاردنر “لقد شددنا على أننا نريد أن يأكلوا أطعمة من نوعية عالية. قلنا للكل إننا نريدهم أن يخفضوا كمية السكر والدهون المصنعة إلى أقصى حد ويأكلوا خضاراً وأطعمة كاملة أكثر”.
الشرايين ستستفيد أيضاً
في خلال سنة، نجح المشاركون في الدراسة بفقدان الوزن بطريقة مرضية. المجموعة التي خفضت تناول الدهون فقدت 5,3 كلغ من وزنها، وتلك التي خفضت تناول السكر فقدت 5,9 كلغ.
يشرح موقع هيئة الصحة البريطانية NHS Choices “الفرق الوحيد بين المجموعات يتعلق بنسبة الدهون في الدم. فعلياً، المجموعة الفقيرة بالدهون خفضت الكولسترول السيء (LDL). وتراجع التريغليسيريد عند الآخرين بينما ارتفع معدل الكولسترول الجيد (HDL).
وعلّق كريستوف جاردنر في النيويورك تايمز على الموضوع “نستنتج من هذا البحث أن نوعية الريجيم مهمة لضبط الوزن وللصحة الجيدة على المدى الطويل”. لهذا السبب ألح زملاؤه على نقطة في خلال الدراسة : المتطوعون يجب أن لا يجوعوا أو يشعروا بالإحباط.
أخذ الباحثون عينات من ال DNA من كل شخص وحللوا مجموع العوامل الوراثية التي تؤثر على عملية أيض الدهون والنشويات. وتبين بالنتيجة أن المورثات الجينية لم تتأثر نتيجة تجاوبهم مع الريجيم.
بكل تأكيد، يستعيد الكثير من الأشخاص الوزن الذي فقدوه نتيجة الريجيم، وهذه الدراسة لا يمكن أن تثبت إذا كان المشاركون سينجحون في المحافظة على عاداتهم الجديدة.
وأعلن الدكتور والتر ويليت “الشيء الأساسي هو أن نوعية النظام الغذائي هي شيء مهم للسيطرة على الوزن وللصحة الجيدة على المدى الطويل”.
يقول الدكتور جاردنر “يجب فعلياً أن نركز على هذا الريجيم الأساسي، الذي هو خضار أكثر، أطعمة كاملة أكثر، سكر أقل ودهون مصنعة أقل”
تابعونا أيضا على صفحتنا على الفيسبوك: ريجيم ورياضة