الخيار الوحيد للبشر
إن الحب الإلهي هو القيمة العليا وهو الذي يجب أن نخضع له. لا المال ولا العقل ولا التفوق على الآخرين ولا اللذة الجنسية ولا الطعام ولا غيره من المتع الحسية،بل الحب. لكي نحس بالحب الإلهي كقيمة عليا،علينا أن نتشبه بالطفل. يحيا الطفل بواسطة الشعور وليس بواسطة الوعي. الطفل معدوم الحماية،إلى جانبه يوجد دائماً راشدون، عقلاء وكاملون، أي أن الطفل يشعر في كل لحظة بضعفه ونقصه. ليس للطفل ماضٍ، لا شيء يأسف عليه. ويمثل المستقبل له دائماً فرحاً. يمتنع الطفل عن الجنس ولا يتوق إليه، لذلك تذهب الطاقة الإلهية العليا إلى تطوير النفس وليس الجسد.
إذا أوذي الطفل لا يشعر بالكراهية بل يبكي بكل بساطة. نفس الطفل مفتوحة دائماً للوالدين وهو صادق العاطفة دوماً. يجعله صدق العاطفة غير محمي ويدفعه رويداً رويداً نحو الحب بمثابة حماية عليا. يغفر الطفل أي إساءة بسهولة لأن وعيه لم يتطور بعد،فالوعي بالذات هو الذي يحوّل الإخفاق إلى كارثة، والإساءة إلى جريمة قاتلة، والخسارة المفاجئة إلى انهيار كل الحياة. القضية تكمن في أن الإنسان ذاته هو من يحدد حجم المصيبة. يمكن للإحساس بالارتباط بالله أن يحوّل أي إخفاق أو هزيمة إلى نصر،على عكس الوعي الذي يمكن أن يحوّل أي انتصار إلى هزيمة. هل تعرف لماذا؟لأن الحب الإلهي يعطي الطاقة والوعي يأخذها.
الحب الإلهي لا يحتاج للحماية فهو أبدي خالد،أما الوعي فهو كالجسد عابر وهو يفسد. قد يحدث هذا الفساد بسرعة كبيرة، ويعني بالنسبة للوعي أنه يجب أن ندافع عن أنفسنا ونحتمي، لذلك يسير الوعي والعدوانية دائماً جنباً إلى جنب. فإذا أتى الوعي بالنسبة لنا في المقام الأول والعلاقة مع الله في المقام الثاني، يستحيل عندئذٍ تجاوز العدوانية والخضوع للغرائز. أستطيع أن أقول لك،إذا لم تشعر بأنك بلا حول ولاقوة ودون حماية فلن أستطيع أن أساعدك في شيء. فكر في الأمر.
سيرغيه لازاريف – Dr Sergey Lazarev