النزعة الاستهلاكية تقود إلى الوثنية
يأخذ الطفل كل حاجاته من والديه: الطعام، العاطفة والاهتمام. عندما يرى والديه يظهر الفرح والسرور والمحبة تجاههما. إن طاقة الحب والشكر تسبق بشكل دائم السعي الحيواني لتأمين الغرائز. وإن الذي تدعوه المجتمعات الغربية الحديثة بالنزعة الاستهلاكية التي تتميز بها حالياً، هي في واقع الحال نكران لوحدانية الله وعودة إلى الوثنية المتجسدة بالسعي لتلبية الشهوات والغرائز.
لتحديد أي نوع من الغرائز يسيطر على الإنسان،لا بد من معرفة جوهر علاقته بالله. إذا كان يغلب على سلوكه صفة الطمع، فإن الصلاة التي يؤديها تكون في جوهرها عبارة عن طلب وإلحاح للحصول على حاجة ما، لمصلحة مادية أو روحانية. هذا التوجه يحرف الإنسان عن عقيدة التوحيد إلى عبادة الأوثان، ويصبح الله بالنسبة له عبارة عن وسيلة لتحقيق رغباته وغرائزه.
إذا كانت الغاية الأساسية من عبادة الله هي الإعراب عن الشكر والمحبة، عندها تتفجر داخل الإنسان ليس طاقته الحيوانية بل الطاقة الإلهية. في العقل الباطن هناك نقاط مرجعية أساسية تحدد شخصية الإنسان وعلاقته بالله وبنفسه وبأهله وبمصيره.
سيرغيه لازاريف – Dr Sergey Lazarev