تحسين المزاج
هل تشعرون بالإحباط والاكتئاب والتشاؤم والسوداوية والملّل والكسل وعدم الحماس واللامبالاة؟ ثمة أمور كثيرة يمكنكم اللجوء إليها لتحسين مزاجكم هذا وهي كلّها سهلة لا تتطلّب الكثير من الجهد ومع ذلك يمكنها أن تغيّر حياتكم!
1. الرياضة الخفيفة خطوة جيدة تبدأون بها. فقد أظهرت دراسة ألمانية حديثة أنَّ نصف ساعة من المشي يومياً قادرة على إحداث انخفاض كبـير في مستوى الاكتئاب خلال عشرة أيام. الأمر الذي يؤكد على ما توصلت إليه دراسات جامعة ديوك سابقاً وهو أن نصف ساعة من المشي السريع أو الهرولة ثلاث مرات في الأسبوع تضاهي الأدوية المضادة للاكتئاب من حيث الفعالية، لا بل تـفوقها فعالية في الحد من الانـتكاسات. إلاَّ أنَّـه لا بـدَّ من الاستمرار في ممارسة الرياضة للمحافظة على السعادة. فقد بـيّنت دراسة متابعة امتدت على ثماني سنوات وتـناولت أشخاصاً معرّضين للاكتئاب، أنَّ هؤلاء يعودون إلى اكتـئابهم عندما يتوقفون عن ممارسة الرياضة.
2. من المفيد زيادة تعرّضكم لضوء النهار الطبـيعي واستخدام الضوء الأبـيض داخل المنزل. فللضوء تأثير مباشر على الغدة الصنوبرية التي تـفرز الميلاتونين Melatonin ، الشبـيهة بالسيروتونين. ومع أنـنا ما زلنا نجهل كيف أنَّ الضوء يرفع المعنويات، إلاَّ أنَّ جميعنا يعلم أنَّ ذلك صحيح. وبإمكانكم من أجل هذه الغاية مراجعة تمرين الضوء الذي أوردناه في الفصل الرابع عشر والمعدّ لرفع المعنويات، ولعلها فكرة جيدة أن تأخذوا إجازة وتـقصدوا مكاناً مشمساً في الشتاء وتـتعرضوا لضوء النهار الطبـيعي. أما بالنسبة إلى الإضاءة داخل المنزل، فاستعملوا الضوء الأبـيض.
3. التواجد في حضن الطبـيعة أكثر فائدة أحياناً من الضوء والرياضة. فالشلالات والجبال والشواطىء والغابات والمواضع الهادئة هي من الأماكن التي تكثر في هوائها الأيونات الصحية (الأيونات السالبة مفيدة لكم أما الموجبة منها فضارة).
4. لا شك أنَّ الموسيقى المناسبة تحسّن المزاج، وكذلك الزيوت الأساسية، لا سيما زيت البرغموت، الجيرانيوم، النيرولي أو البرتـقال المرّ (بو صفير).
5. وأخيراً فكّروا باستشارة معالج نـفسي. فبقدر ما أنَّ الكيمياء الحيوية الخاصة بالصحة العقلية معقدة، بقدر ما هي طبـيعة الصحة النـفسية. والمعالجون النـفسيون وُجدوا لمساعدتـنا على إزالة الحواجز الداخلية فينا، وبلوغ حياة سعيدة.