يحمي هذا الصنف الذي عادة ما نغفل عنه الجسم من الغبار الذري، ويقضي على مجموعة واسعة من السرطانات كما يحافظ على الشرايين خالية من التجلّط… وهذه ليست سوى عيّنة من الطرق المؤكدة بالاختبارات التي تجعل التفاح يوقظ طبيبك الداخلي.
“تفاحة في اليوم تغنيك عن الطبيب”
هذه المقولة القديمة لم تنل يوماً سلطة وشهرة كما هو حالها اليوم. في هذا العصر الحديث، يحمل الأطباء معهم ترسانة من الاختبارات والأدوية والعمليات الجراحية التي تشتمل على مخاطر صحية غير متعمدة تفوق غالباً منافعها المزعومة ما يعني أنه من الأفضل تجنّبها كلما أمكن ذلك.
كما أن كلفة الأطباء تفوق كلفة التفاح بكثير، وفي أسوأ حالات العلاج الإلزامي والإجباري يمكن أن يُعتبر نوع غير مميت من الدفاع عن الذات (غذائي صرف).
قد يعتبر البعض هذه المقولة التي شكّلت مقدمة كلامي مجرد ثمرة من ثمرات الطب الشعبي، لكن الواقع هو أنّ الخصائص الطبية للتفاح موثّقة بشكل جيد ضمن ما كُتب في المجال الطبي.
فعلى سبيل المثال، خضع تأثير استهلاك التفاح على خفض احتمال الإصابة بسرطان القولون والمستقيم لدراسات عدة. ومن أنواع السرطان الأخرى التي تبين في دراسة سريرية أن مكونات التفاح تقضي عليها:
سرطان الكبد: تبيّن بفعل الاختبارات أن عصير وبكتين وقشرة التفاح تقضي على سرطان الكبد.
سرطان الثدي: تبين أن التفاح يقي من سرطان الثدي ويقضي عليه لدى الحيوانات
السرطان المقاوم للأدوية: تبين أن الكاروتينويدات carotenoids المستخلصة من التفاح تكبح تكاثر الخلايا السرطانية التي تقاوم الأدوية
سرطان المريء: تبيّن أن البروسياندين procyanidin في التفاح يوقف سرطان المريء.
سرطان المعدة: تقي عناصر التفاح من سرطان المعدة عبر كبح Helicobacter pylori، وهي أحد العوامل المسببة للالتهاب المرتبطة بكل من سرطان وقرحة المعدة. كما تمت دراسة البروسياندين في التفاح لقدرته على التسبب بالموت المبرمج للخلايا السرطانية في المعدة. من المرجّح أنّ التفاح وعناصره تكبح العديد من العمليات الأساسية المرتبطة بظهور السرطان وتطوره ما يعني أن التفاح يمكن أن يحمي من أنواع أخرى من السرطان غير المشار إليها سابقاً. ويبدو أنّ التفاح يتمتع بخصائص مضادة للأورام بغض النظر عن الجزء الذي تتم دراسته. فخل التفاح على سبيل المثال يحتوي على مركّب مضاد للأورام ينتج عن عملية تخمّر حمض الخلّ المعروفة باسمalpha-glycan.
ويقلل التفاح من خطر الإصابة بالسرطان بطريقة أخرى مثبتة وهي عبر قدرته على تخليص الجسم من النظائر الإشعاعية النشاط المسببة للسرطان المتراكمة فيه بسبب الغبار الناجم عن الأسلحة النووية، وذخائر الأورانيوم والطاقة النووية والتلوث الناتج عن الكوارث مثل شرنوبيل وفوكوشيما.
بعد كارثة شرنوبيل على سبيل المثال، تم استخدام بكتين التفاح لخفض معدلات Cesium-137 لدى الأولاد الين تعرضوا للأشعة، بنسبة تفوق 60% في بعض الأحيان. من العام 1996 ولغاية 2007، أعطي أكثر من 160000 طفل من أطفال “شرنوبيل” مكملات من البكتين. ونتيجة لذلك، تراجعت معدلات Cs-137 في أعضاء الأطفال بنسبة 30 على 40% بعد كل مجموعة من جرعات البكتين. ولوحظ تراجع لافت في هذه المعدلات في فترات زمنية قصيرة لا تتعدى 16 يوماً. وقد تبيّن أن بكتين التفاح يقي من امتصاص الجهاز الهضمي لدى الحيوانات للنظير الإشعاعي plutonium-239 وهو نظير إشعاعي مميت ومن صنع الإنسان.
بالتالي، يمكننا أن نحدّث مقولتنا عن التفاح ونقول “تفاحة في اليوم تحميك من الغبار الذرّي”. في الواقع، قليلة هي المواد الأخرى الطبيعية أو الصناعية التي تبيّن أنها تحمي من التعرّض للبلاتينيوم. بالتالي، يعد التفاح صنفاً خارقاً في هذا الإطار.
ومن خصائص التفاح الطبية المثبتة التي تجدر الإشارة إليها:
الإسهال: يقلل التفاح مع البابونج من مدة الإسهال غير الناجم عن سبب محدد لدى الأطفال.
تصلّب الشرايين: تشير الأبحاث السابقة لظهور الأعراض السريرية إلى أنّ التفاح يحتوي على عناصر تقي من تكوّن الجلطات في الشرايين. وقد وجدت دراسة أجريت على الأرانب أنّ عصير التفاح قادر على الوقاية من تطوّر مرض تصلّب الشرايين الناجم عن نظام غذائي متعمد يهدف إلى رفع معدل الكولسترول.
الوزن الزائد: وجدت دراسة أجريت على الإنسان أن تناول ثلاث تفاحات أو ثلاث إجاصات في اليوم يؤدي إلى خسارة وزن لافتة لدى النساء اللواتي يعانين من وزن زائد.
الشيخوخة (الدماغ): تبيّن أن التفاح يقي من الضرر الناجم عن الأكسدة ومن الأداء الضعيف فضلاً عن التراجع في الأداء الإدراكي لدى الفئران التي تتقدّم في السن. كما وجدت دراسة أجريت على الفئران أن عصير التفاح يخفف في الواقع من إنتاج معدلات amyloid-beta المسببة للمرض (المرتبط بمرض الزهايمر) في دماغ الفأرة.
التهابات الأمعاء: وجدت دراسة سابقة لظهور الأعراض السريرية أن البروسيانيدين في التفاح يخفف التهابات الأمعاء.
التسمم الناجم عن التلقيح: تبيّن أن العديد من المواد الطبيعية، بما في ذلك حليب الأم، تخفف رد الفعل المناعي الناتج بطريقة مصطنعة والمرتبط بالتلقيح والمواد المضافة إليه. ويُعد بوليفينول التفاح من بين هذه المواد وقد تبين أنه يمنع سم الكوليرا عند استخدامه كمنشّط للمناعة ضمن اللقاح من التسبب بالضرر بقدر ما قد يفعل في حالات أخرى.
مريض محيط السنّ: كلنا نعرف الشعور الذي يلي تناول التفاح… هذه الخاصية القابضة حيث نشعر بأن اللثة نظيفة للغاية. ويعود هذا جزئياً إلى الكوارستين الذي نجده في التفاح والشاي والبصل على سبيل المثال. وتتمتع هذه المادة بخصائص مضادة للميكروبات. ويحمي البوليفينول الموجود في التفاح من تلف خلايا الأربطة المحيطة بالأسنان المرتبط بالتهاب ناجم عن باكتيريا لاهوائية مسببة للمرض تحمل اسم Porphyromonas gingivalis.
AGE: ترتبط بتأكسد سكر الدم أولاً. يتحوّل هذا السكر إلى كراميل عند تعرّضه للمواد المؤكسدة ثم يرتبط ببنية الخلية، دهون/بروتين على سبيل المثال، ما يسبب ضرراً. تبيّن أن أوراق التفاح تلعب دوراً فاعلاً مضاداً للAGE، بما في ذلك تقلّص الأوعية الدموية المرتبط بالاختلال الوظيفي للخلايا البطانية (القصور البطاني) الناجم عن AGE.
تساقط الشعر: من الملفت أن البروسيانيدين الذي يحمل اسم B-2 والموجود في التفاح يعزز نمو الشعر على مستوى الخلية.
الالتهابات الناجمة عن البكتيريا العنقودية staphyloccus: تبيّن أن بكتين التفاح يكبح إنتاج سموم البكتيريا العنقودية من النوعين A و B في الأمعاء والتي يمكن أن تتسبب بضرر جسدي فادح.
الأنفلونزا: قبل أكثر من 60 سنة، وجد الباحثون أن الكربوهيدرات المركبة التي تشكّل بكتين التفاح تكبح الإصابة بفيروس الانفلونزا A في دم الدجاج، فضلاً عن البيض، ما يشير إلى أنها تتمتع بخصائص مضادة للانفلونزا.