مخاطر عدم الخوف
يفهم معظمنا علامات الخوف لدى الناس من خلال تعابير الوجه واتساع العينين، وارتفاع الحاجبين، والفم المفتوح أو الصراخ. إن أي شخص طبيعي يختبر مثل هذه الأعراض لكن ماذا لو كان احدهم لا يشعر بالخوف؟
إذا كان الفرد لا يشعر بأعراض الخوف غالباً ما نقول عنه أنه شجاع لكن الامور عندما تصل إلى حدّ ما من عدم الانفعال أمام مصادر الخطر تلامس المرض النفسي. فالشخص الذي لا يفهم الخوف مريض نفسياً. انه لا يختار ذلك بل في الواقع لا يمكنه حتى اختيار الشعور بالخوف. هذا ما أكدته الباحثة في جامعة جورج تاون أبيغيل مارش عندما اختبرت 36 ولداً تتراوح أعمارهم بين 7-10 سنوات لمعرفة ردود فعلهم على الخوف.
تم تصوير أدمغة الأولاد بالرنين المغناطيسي. عرضت على الأولاد بعض صور لأشخاص ذوي تعابير طبيعية، وآخرين غاضبين، وأخرين مرعوبين . معظم الأولاد لم يجدوا مشكلة في تمييز التعابير. أما الأولاد الذين كانوا يعانون من مشاكل سيكوباتية لم يتمكنوا من فهم التعابير الخائفة.
يبدو أن المشكلة تكمن في ذلك الجزء من الدماغ الذي يتحكم في الاستجابة للخوف. هذه المنطقة من الدماغ تكون عادة أقل نشاطا مما ينبغي. لهذا السبب يكون المرضى النفسيين غير قادرين على تفسير تعابير الخوف.
الغريب هو أن هذه الظاهرة لا تطال المشاعر الأخرى. فالمرضى النفسيين يفهمون معظم العواطف الأخرى . مشكلتهم هي أنهم لا يتعرفون على الخوف ولا يختبرونه. إنهم لا يعرفون كيفية الاستجابة للأمور المرعبة مثل الأشخاص الطبيعيين.
قالت امرأة كانت قد ارتكبت عدداً من جرائم القتل أثناء إجراء زميل مارش اختبار لها: ” لا أعرف ما يسمى هذا التعبير، ولكن أنا أعلم أنه الطريقة التي ينظر بها ضحاياي إلي قبل أن طعنهم”.