نقض نظرية التطوّر البشري
إنها نتيجة صادمة في الواقع! فهذه الدراسة تشير بصراحة إلى أن الأحداث المؤلمة التي تحدث لأحد الوالدين يمكن أن تنتقل من خلال الجينات إلى الأطفال!
نُشرت الدراسة في مجلة Nature Neuroscience، وقد أجريت على الفئران حيث تمّ تكييف الفئران لتشعر بالخوف عندما تشمّ رائحة زهر الكرز. وسرعان ما بدأت الفئران ترتعد في وجود هذه الرائحة.
والغريب أنه عندما وضعت هذه الفئران صغارها راحت الفئران الجديدة، التي لم تتعرّض يوماً لرائحة زهر الكرز، ترتعد هي أيضاً عندما تشمّ هذه الرائحة. وحتى أحفاد الفئران أظهرت ردّة الفعل الخائفة هذه. هذا يعني أن الخوف انتقل جينياً إلى الجيلين التاليين.
تكمن أهميّة هذه الدراسة في أنها تنقض نظرية التطوّر البشري القائمة على مبدأ أن التطوّر يحصل من خلال طفرات وراثية عشوائية عبر أجيال عديدة.
لكن إذا كان يمكن توريث السلوك بهذه الطريقة، فقد يوحي ذلك بأن هنالك طريقة أخرى تتغيّر وتتكيّف بها المخلوقات. فعلى الرغم من أن سلاسل الحمض النووي في الفئران بقيت دون تغيير، يُعتقد أن عملية ما قد حدثت غيّرت الطريقة التي يتم بها التعبير عن الجينات.
هذه الفكرة مثيرة للجدل. لكن، إذا صحّت على البشر، يمكنها أن تساعد في تفسير كيف أن مشاكل نفسية مثل الرهاب (فوبيا)، والإدمان على الكحول أو القلق المرضي وغيرها من الأمراض النفسية يمكن أن تؤثر في الأجيال التالية.