كلامنا ملوّث بنسبة 80% فما هي عملية التنظيف الأسرع؟
تنظيف التلوث الكلامي
هل سمعت من قبل بالتلوث الكلامي؟ وهل تعرف أنه بالإمكان تنظيف الكلمات؟
هناك كلمات تكبح الحياة، كلمات تهزّ الثقة بالنفس، كلمات تقلّل من احترامنا لذواتنا وكلمات تقتل. ولكن هناك أيضاً كلمات تحرّر، تكافىء، تفوح منها رائحة عطرة ونصغي إليها بافتتان. إن اختيار الكلمات شبيه باختيار الأسلحة، فالكلمات ضرورية لكي نتقدّم باتجاه الراحة العاطفية أو النفسية أو المهنية. والخطاب برمجة يمكننا دائماً تعديلها، فجميع طيور البط البشعة يمكن أن تتحوّل إلى بجعات جميلة.
إن اختيار الكلمات التي تستخدمها أمر يعود إليك، مع إدراك القيمة الانفعالية التي تحملها. هناك تعابير يجب عدم الاقتراب منها وأخرى تُغني صورتك الاجتماعية وتعود بالمنفعة الجمّة على حياتك ورخائك.
ندعوك إلى تخصيص «وقتك الضائع» للقيام بزيارة موجَّهة للكلمات التي تؤذيك والصيغ الكلامية المصلِحة التي تشفي. لن تخرج سليماً من هذا الكتاب الجديد في نوعه، وهذا كل السوء الذي نتمنّاه لك.
هل قلت “سوف أفعل ذلك”؟ حسناً كلمة “سوف” من هذه الكلمات لأنك حين تقول “سوف” فالأرجح أنك لن تفعل.
من المريح أكثر أن نحلم بدلاً من أن نُقدِم، ومن الأبسط أن نأمل بدلاً من أن نريد، ومن الأسهل أن نَعِد بدلاً من أن نفي بالوعد.
هل سبق لك أن وجدت نفسك أمام متحدِّثٍ ينظّف أظافره وهو يستمع إليك شارد الذهن؟ ذلك رجل خدّاع قادر على أن يغشّك بكل بساطة. كيف نميّز هذا النوع من الخدّاعين؟ بفضل عادته في الإعلان عن تولّيه للأمور من دون أن ينتقل أبداً إلى الفعل. إنه مولع بالتسويف، فلا يصرّف أي فعل من دون أن يلصق به الحرف «س» أو «سوف». «لا تقلق! سوف أهتمّ بالأمر!» هنا، يجب أن يدوّي جرس الإنذار في ذهنك الذي استولت عليه نبرة الرجل الواثقة. قال لك لا تقلق، ولكن عليك أن تقلق! هذا رجل في حركة نظريّة دائمة، رجل يلجأ دائماً إلى التأجيل.
اليوم = غداً أو أبداً!
التسويف صيغة ترمز إلى الإرجاء، وهو نزعة عند البعض إلى تأجيل القيام بواجباتهم. لماذا الإرجاء؟ عندما يُستخدم «سوف» مع أحد الأفعال مثل: «سوف أقوم بذلك» أو «سوف أحاول»، فإنه يؤجّل العمل المَنوي تنفيذه. «سوف أقوم بذلك بعد الظهر» ليس له القيمة الانفعالية ولا القصديّة نفسها التي نجدها في «أقوم بذلك بعد الظهر». هل لاحظت الفرق؟ في الحالة الأولى، أرجىء القصد أو النيّة إلى بعد الظهر أمّا في الحالة الثانية فقد أرجىء الفعل. ويصبح استخدام «سوف» في هذا الإطار ذا قيمة قصديّة لا فعليّة. إنها الكلمة المفضّلة لدى جميع الأشخاص الميّالين إلى الإرجاء والذين يتمتّعون بأفضل النوايا في العالم. ولكن لا أكثر من المقاصد والنوايا. لا تطلب منهم الالتزام، فإنهم غير قادرين عليه. ولكن ربما ليس لديهم النيّة في ذلك؟
صادر عن دار الفراشة
التعليقات مغلقة.