ماذا يحدث عندما ننعت الصبي أو الفتاة بالغباء
يتعلّم الأولاد سريعاً استخدام هذه الكلمة. ولكن عندما يصرخونها لبعضهم البعض في ملعب المدرسة، لا يؤدّي ذلك إلى أي عواقب خطيرة. أما عندما تجعل الأم منها محطَّ كلام لتنزل من قيمة ابنتها أو ابنها ، في السرّ أو في العلن، تصبح هذه الرسالة أشبه بقنبلة موقوتة تتحمّل كل من الأم والابنة أو الابن أضرارها عندما يحين وقت انفجارها.
احزروا من الأكثر «غباء» بينهما؟
إن الإكثار من استخدام كلمة «غبي» أو «أبله» يشير إلى وجود اضطراب عاطفي نفسي عند الوالدين، يمكنه أن يؤدّي إلى إصابة الولد بنقص عاطفي شديد الخطورة. في وقت لاحق، ستملأ الفتاة جسمها لملء هذا الفراغ من خلال البوليميا bulimia ، (الشراهة المرضية) أو تجبر نفسها على التقيّؤ لإفراغ الحِمل الزائد الذي تشكلّه كلمات «بلهاء» و«مغفّلة» و«غبية» التي أمطرتها بها أمّها (من خلال فقدان الشهية المرضي anorexia ). لا أحد براء من الكلمات التي يستخدمها، وما من أب (أو أم) براء من الاضطرابات النفسية التي يعاني منها ولده. وكما الفتاة كذلك الفتى، فالفتى الذي يسمع والده يصفه بالأبله ليس بحال أفضل من الفتاة.
إلاّ أن العواقب تكون مختلفة على الصعيد النفسي المَرَضي، حيث إن المصدر الأبوي لهذه الرسالة يخلق الجو المثالي لنمو العنف والتوتر في العلاقة بين الأب وابنه، وهي مواجهة لن يخرج منها الأب منتصراً. ولا الابن أيضاً، على كل حال! فالبلاهة، أو الغباء، وصمة تولّد الكثير من المشاكل. وسرعان ما يتوجّه هذا العنف ضد كافة أنواع السلطة التي يواجهها الولد: المدرسة، اللباس الموحَّد، القوانين، إلخ.
اختيار الكلمات
يمكنكم ربما استخدام مثل هذه المفردات بخصوص الزملاء في العمل أو بعض الرفاق ولكن يجب الامتناع كليّاً عن استعمالها للإشارة إلى أولادكم، أيّاً تكن الصعوبات التربوية التي تواجهونها معهم. فعلى هذا الصعيد من التواصل، تكون عبارة «أبله» أو «غبي» كلمة قاتلة.
التعليقات مغلقة.