لماذا عليكم الاستحمام بالمياه الباردة
أسرار وحقائق عن الحمام تتعرفون إليها في هذه المقالة. فلا تغفلوا عنها لأنها قد تغير حياتكم
يهوى نات هالسي التحدي. خلال سنوات عمره الثماني والثلاثين، قفز بواسطة الحبل المطاطي في جنوب أفريقيا، ومارس الطيران الشراعي المعلّق في جبال الألب الفرنسية والهبوط بالمظلات في كولورادو. وتسلّق الصخور، ومارس الغطس وشارك في سباق البدل الذي يمتد على 200 ميل، كما شارك في خمسة سباقات ماراثون وأكمل دورة في التجديف تمتد على ثلاثة أسابيع وتتضمن ثلاثة أيام بشكل فردي لم يأكل خلالها. جال شواطئ السويد على دراجة هوائية، سار إلى المخيم الذي يشكّل قاعدة الانطلاق إلى قمة افرست وزار خمسين بلداً.
أما التحدي الذي وجده نات الأصعب فهو سرّ صحته الممتازة: كل يوم، وقبل التوجّه إلى عمله، يستحم بمياه باردة جداً.
جرّب نات الذي كان يمرض أحياناً هذه الطريقة. ولم تكن التجربة سارة: «كان الحمام الأول مؤلماً جداً. توترت كثيراً وأغمضت عينيّ وأكملت. في اليوم التالي، لم أعاود الكرة. بدا أن الأمر يفوق قدرتي لكني عدت وقررت أن أتحدى نفسي مجدداً. والآن، أصبحت المسألة عادة».
الهدف هنا ليس الدلال. «إنها تجربة بعيدة كل البعد عن المتعة. لكن هذه المتعة تأتي لاحقاً بعد انتهاء الحمام إذ لا أحتاج لشرب القهوة لأني أشعر بنشاط تام. كما أن هذه الطريقة صديقة للبيئة فهي لا تتطلب كهرباء أو استخدام سخان مياه».
يعتقد نات أنك إذا استحممت بالمياه الساخنة في الشتاء ثم خرجت من المنزل إلى حيث الطقس البارد فستُضعف جسمك لأنه سيضطر لحرق الكثير من الطاقة ليتأقلم ما يُضعف جهاز المناعة.
ما هي الفوائد التي يقدمها اللستحمام بالماء البارد؟
الاستحمام بالمياه الباردة:
* يحسّن الدورة الدموية
* يقوي الجلد
* يدعم جهاز المناعة
* يحسّن المزاج
* وينشط الجسم
ويدعم هذه الادعاءات عدد متزايد إنما لا يزال محدوداً من الكتابات العلمية لا سيما من شمال أوروبا، موطن العلاج بالمياه الباردة، حيث قارنت دراسة أجريت في العام 1987 بين مجموعة تستحم بمياه باردة ومجموعة أخرى على مدى ستة أشهر، فوجدت أن حالات الرشح في المجموعة التي تستحم بالمياه الباردة «أقل من حيث النسبة وأخف من حيث الحدة وأقصر من حيث المدة».
وقامت دراسة أخرى أجريت في براغ على أن يغطس شبان يتمتعون بالصحة واللياقة في المياه الباردة لمعرفة ما إذا كان هذا يدعم ردّ الفعل المناعي لديهم. وجد الباحثون أنّ هذا زاد عدد كريات الدم البيضاء علماً أنّ تبعات استنتاجاتهم تحتاج لدراسة أوسع وأعمق. وفي كلية الطب في جامعة Humboldt في برلين، ذكر الأطباء أن تعريض الجسم لنظام حرارة مرتفعة يليه نظام حرارة منخفضة (كالتدحرج على الثلج بعد الجلوس في السونا) يزيد قدرته على مقاومة التهاب الصدر.
ويمكن للتعرّض للمياه الباردة أن يرفع معدلات أحد مضادات الأكسدة الطبيعية في الجسم وهو الجلوتاثيون، وذلك بحسب دراسة أجريت على سباحين في برلين فأظهرت أن التعرض للمياه الشديدة البرودة يرفع معدلات هذه المادة. يفترض الباحثون أنّ هذا نوع من أنواع «تعويد الجسم على احتمال المشقّة»، وهي عملية يتكيّف خلالها الجسم مع منبّه ما (كالمياه الباردة) عبر زيادة قدرته على تحمّل الضغط النفسي. على أيّ حال، يعاني الأشخاص الذين يسبحون على مدار العام في برلين (أولئك الذين يغطسون بانتظام في المياه الجليدية خلال الشتاء) من التهابات الصدر بنسبة أقل من سواهم بمعدل النصف وذلك وفقاً للأطباء في مستشفى هرزوغ ـ يوليوس في باد هارزبرغ.
وعلى الرغم من أن الحمامات الباردة لطالما اعتبرت الوسيلة الأساسية للقضاء على الرغبة الجنسية، إلا أنّ الحقيقة قد تكون العكس تماماً إذ أظهرت دراسة أجراها معهد Thrombosis في لندن أن الغطس في المياه الباردة يومياً ينشط الخصيتين ويدفعهما لإنتاج المزيد من المنيّ فضلاً عن المنافع الصحية الأخرى لتحسين الدورة الدموية.
التعليقات مغلقة.