علاقة أم مع ابنتها المعاقة : قصة الحب والألم والشجاعة

حياة فريدة من نوعها عاشتها بكامل قوتها “

ولدت لورين في نيوبورت بيتش في كاليفورنيا في 15 مارس/ آذار 1994. عندما كان عمرها ستة أسابيع، كان رد فعل جسمها سيئاً تجاه اللقاح الوحيد الذي أخذته، اللقاح الثلاثي. هاجم اللقاح دماغها مخلفاً إصابات دماغية بالغة. لم يعلق الأطباء أي آمال بالنسبة لمستقبلها. واقترحوا على الأم أن تتقبل أن حالة ابنتها لن تعود كما كانت أبداً.
عندما شعرت كارين أن الطب الحديث تخلى عنها، لجأت إلى العلاجات البديلة والنصائح الروحانية.

رغم جهود الأم، تواصلت نوبات لورين المرعبة الخارجة عن السيطرة التي كانت تتطلب في كل مرة أن تمضي أياماً عديدة في المستشفى.

مع كل هذا، كرست كارين حياتها لتؤمن لابنتها الوحيدة حياةً عادية أكثر ما يمكنها. فقد سجلتها في مدرسة، أعطتها دروساً في ركوب الخيل. على الصعيد الروحي، كانت لورين وكارين قريبتين جداً إحداهما من الأخرى. وهما معاً كانتا قادرتين على التواصل مع العديد من الأشخاص الذين كانوا يدخلون في علاقة معهما.

رغم علاقاتها المحدودة بما حولها، عاشت لورين حياتها بأكبر نشاط ممكن، لأن الجو الروحي حولها لم يكن له حدود. يمكننا أن نقول إن مهمة كارين صادفت نجاحاً. مع أن عمر ابنتها كان قصيراً، ولكن هذا لم ينتقص من فرادته ومن الحيوية التي عاشت بها هذه الحياة القصيرة. أظهرت لورين الكثير من الشجاعة بالإضافة إلى حس فكاهة مدهش، كما لاحظ كل من عرفوها : هذه الصغيرة لم يكن لديها إلا الحب.

ابنتي لورين الطفلة الصغيرة الساحرة قبل اللقاح الثلاثي

كارين كين التي كانت أماً لطفلة معاقة قضى على صحتها وقدراتها العقلية اللقاح الذي أخذته وهي ما زالت رضيعة، تعلّم الآن الأهل كيف يستطيعون الاستفادة من حياة أولادهم مهما كانت إعاقاتهم أو قدراتهم. هي تشارك تجربتها مع الناس لكي تظهر أنه من الممكن أحياناً أن نفعل أشياء أخرى أهم من الانشغال فقط بحاجاتهم الأساسية، وفي كل مجالات الحياة : أفضل الأصدقاء، السهرات، الحفلات الموسيقية، التخييم، المسابقات، الرقص في المدرسة، المسرحيات والأفلام الموسيقية، الرحلات.

تكرس كارين حياتها لمساعدة أهالي الأطفال الذين يعيشون تجربة خاصة.

حدث هذا في العام 1994، عندما قضى التلقيح على صحة ابنتها لورين إلى آخر حياتها، ووقتها انهارت حياة الأم الجديدة. وضعت كارين حياتها التي كانت تعيشها جانباً لأنها كانت تأمل أن “تشفي” ابنتها وتؤمن لها أفضل حياة ممكنة. كان على كارين أن تتجاوز الرفض، العوائق، العزلة، وبذلت جهداً في تكييف حياتها، من أجل أن تحقق نجاحاً مع ابنتها الوحيدة رغم كل شيء.

من أجل هذا لم تكن تنتظر شيئاً من أحد، أصبح هذا بالنسبة لها عملية تربية مدهشة من أجل أن تكبر أكثر مما هو من أجل أن تشفى. ثم اكتشفت أن لورين كانت بالفعل معلمتها ومرشدتها. لقد تعلمت منها أن الحياة مليئة بالسحر، تعلمت منها أن تحب، أن لا تحكم على أحد، أن تعيش اللحظة الحاضرة سواء كان هذا في المستشفى أو في ديزني لاند. علّمتها ابنتها المعاقة أن الجمال ينبع دائماً من الداخل. علّمتها أننا كلنا روح واحدة وأن كل روح لها أهميتها مهما كانت إمكانياتها وقدراتها.

كانت لورين مرتاحة دوماً برغم عماها، برغم أنها لم تكن تستطيع الكلام، برغم أنها كانت مشلولة بشكل كامل، برغم كل النوبات التي عرفتها على امتداد حياتها. كان عمر لورين ثلاث سنوات عندما أخذت كارين خيارها الشجاع بأن تتخلى عن كل شيء وتكرس نفسها لشخص لورين الفريدة من نوعها وقررت أن تستفيد معها من كل لحظات ومجالات الحياة وأن تتجاوز كل الصعوبات. مرافقتها لابنتها دائماً برأس مرفوع ألهم الكثير من الأهل ليستفيدوا أيضاً من الحياة ويعيشوها. وجدت كارين أن الحل لتكون رابحة في المواقف الصعبة في الحياة، هو الالتزام بأن تبقى ثابتة على المواقف ووجهات النظر الإيجابية، بصرف النظر عن الوضع مهما كان.
لمزيد من المعلومات : LorrinsWorld.com and KarenKain.com

نعاود السؤال من آي فراشة : هل ما زلتم تنظرون بنفس الطريقة إلى مشاكلكم مع أولادكم بعد أن قرأتم قصتها ؟

” هناك احتمال في أن يتسبب كل لقاح بالتهاب في الدماغ سواء كان بسيطاً أو خطيراً… ما الذي علينا أن نفكر به عن ” علم ” يتسبب بأضرار دماغية لمئات الآلاف من الأولاد كل سنة ؟ “~ بروفسور Harris Coulter، مؤرخ طبي.