التعب المتواصل قد يشير إلى أن الغدد الكظرية ليست على ما يرام
هل تشعر أنك متعب باستمرار، حتى بعد النوم ثماني ساعات متواصلة؟ هل تعاني من الدوار والدوخة دون سبب واضح؟ هل تصاب بالرشح غالباً أو لديك ردود فعل تحسّسية؟ إذا كان الجواب “نعم” على هذه الأسئلة، فربما كنت تعاني من تعب الغدد الكظرية. إليك بعض الأفكار عن هذه المشكلة الصامتة والأعراض المصاحبة لها.
التعب الكظري: ما هو؟
ويسمى أيضا القصور الكظري، إنه خلل الغدة التي تحمل الاسم نفسه وهو يسبب تباطؤاً في إنتاج الهرمونات. الغدّتان الكظريتان بحجم حبة الجوز، وتقعان فوق الكليتين.
الغدة الكظرية تنتج عدداً من الهرمونات، وعندما لا تعمل بشكل صحيح، تسبب العديد من المشاكل مثل التعب، وانخفاض ضغط الدم، والجفاف، الخ
الخلل في الغدة الكظرية يؤدي إلى انخفاض إنتاج ثلاثة هرمونات: هرمون الكورتيزول، الذي يساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم. الألدوستيرون، وهو الهرمون الذي يساعد على امتصاص الملح والاحتفاظ بالماء للحفاظ على مستوى جيد من الماء من الجسم؛ والاندروجينات وهي هرمونات جنسية تلعب دوراً في نمو الشعر وإنتاج هرمون الاستروجين. في حالة أمراض الغدد الكظرية، يتوقّف إنتاج هذه الهرمونات أو يتأثر سلبياً.
التعب الكظري ليس مرضاً بل عبارة عن مجموعة من الأعراض التي تنبه إلى أن الغدد الكظرية لا تعمل بشكل صحيح.
الضغط النفسي: عامل استنفاد الهورمونات الكظرية
يسبب الضغط النفسي تفاعلاً كيميائيّاً في الجسم الذي يصبح في حالة تأهب دائم. لهذا فهو يطلق هرمونات الأدرينالين، والنورأدرينالين والكورتيزول التي ترسل الدم من وسط الجسم الى العضلات لإعداد الجسم لهجوم محتمل. الاستجابات الفسيولوجية هي: اتساع حدقة العين، وزيادة حالة اليقظة وسرعة النبض … وبمجرد زوال التهديد يعود الجسم إلى حالة التوازن الفسيولوجية، ويتوقف انتاج هذه الهرمونات …
نحن متكيفون باستمرار لتحمل الضغوط في حياتنا كل يوم (العمل، الاعتداءات النفسية، ازدحام السير، وغيرها)… هذه الحالة من التوتر تجعل مستقبلات الكورتيزول تحت المهاد البصري أقل فعالية، ما يسبب إفراطاً في إنتاج الكورتيزول (ومن هنا المشاكل الصحية التي ترتبط باضطراب الغدد الكظرية). الضغط النفسي يمنع الجسم من التعافي والقيام باستجابة مناسبة لهذا الاضطراب.
عندما تكون هذه الغدد مضطربة تسبّب مجموعة من الأعراض التي تؤثر على الصحة العامة. وحتى الاستهلاك المفرط للقهوة وغيرها من المشروبات المنشّطة لا يعود ينفع في مكافحة التعب.
هذا الاستنزاف للغدد يمكن أن يعزّز احتمال وقوع اضطرابات مثل الربو، والحساسية، واضطرابات الجهاز التنفسي، وآلام العضلات الليفية وغيرها من المشاكل المتعلقة بالمناعة مثل مرض أديسون وأمراض المناعة الذاتية التي تصيب 4 أشخاص من أصل مئة ألف شخص وهذا يُسمّى بالفشل أو القصورالكظري.
أهم أعراض القصور الكظري:
• انخفاض الرغبة الجنسية
• الشعور الدائم بالتعب
• الرغبة بالأطعمة المالحة والحلوة
• الدوخة والصداع المتكررين
• بالنسبة للنساء، تفاقم أعراض متلازمة ما قبل الحيض (الدورة الشهرية)
• تفاقم الأعراض المصاحبة لانقطاع الطمث
• التغيرات في المزاج، والتوتّر
• عدم التوازن الهرموني و/ أو الشعور بالإرهاق
• اضطرابات الذاكرة
• التوترات العضلية المزمنة التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم
• نزلات البرد المتكررة
• ردود الفعل التحسسية
إذا كنت تعاني من التعب الكظري، يجب إجراء بعض التغييرات في نمط حياتك لعلاج هذه الأعراض. وهنا لائحة من النصائح للوقاية من هذا الاضطراب الصحي.
7 نصائح لتجنب التعب الناتج عن القصور الكظري:
• النوم على الأقل 8 ساعات يوميا ً
• نظام غذائي صحي ومتوازن (الخضار والفواكه العضوية)
• ممارسة الرياضة
• تجنّب الضغط النفسي
• تناول المكملات الغذائية مثل الفيتامين B
• اخذ مستخلص عرق السوس
• إضافة الملح البحري أو ملح الهيمالايا إلى النظام الغذائي
من أجل ضمان حسن سير العمل في الغدد الكظرية، يجب أن ندعم الجسم من الناحية الغذائية، عن طريق تغيير عادات تناول الطعام التي من شأنها أن تحسن وضع الغدد الكظرية. فالتغذية المثالية والرياضة المنتظمة والأنشطة الترفيهية تعزز الصحة، ونمط الحياة الذي يعزز الراحة يساعد فى الحفاظ على الغدد الكظرية قوية وصحية.
فوائد مستخلص عرق السوس:
يتمتّع عرق السوس بالعديد من الفوائد الصحية: إنه يساعد في المحافظة على الصحة والنشاط ويدعم عمل الغدة الكظرية. إن عرق السوس له تأثيرات مشابهة لهرمون الكورتيزول، ويمكن أن يساعد على التقليل من أعراض مرض أديسون (مرض ذاتي المناعة).
والواقع أنه يستنسخ بعض الميزات الموجودة في الغدد الكظرية وهو أيضاً فعال جداً في علاج متلازمة التعب المزمن. لم تتمّ دراسة منافعه علمياً، لكن استخدامه أثبت هذه المنافع مع مرور الوقت. يجب أن يستهلك تحت إشراف طبي واستشارة مسبقة من الطبيب.
التعليقات مغلقة.