ما الفرق بين النقطة والمحيط أوالإنسان والكون؟
حدثتني إحدى النساء بقصة طريفة. لقد ذهبت إلى صالون للوشم. ولكي يختار الشخص الوشم الذي يعجبه، رسموا رسوماً ووضعوها في ألبوم. كان الألبوم يحتوي على آلاف النماذج. يأتي زبون ويختار الرسم الذي أعجبه، وبعد ذلك يأتي 50-60 شخص يتصفحون ألبوم الرسوم ويختارون نفس الرسم الذي اختاره الزبون الأول. إنها ظاهرة لا تفسير لها.
نحن البشر مختلفون على المستوى الخارجي حسب أعراقنا وقومياتنا، لكننا على مستوى العواطف والأحاسيس متشابهون تماماً. يبدو لنا ظاهرياً أن الكون ثابت وجامد، لكن عندما ننظر إليه من منظار واسع،نلاحظ أن المادة التي تبدو لنا جامدة،يمكنها أن تتحول إلى طاقة بناءة دائمة.
يحتوي الكون في داخله ثنائية دائمة من المتناقضات. الإنسان أيضاً هو عبارة عن جزيئة وموجة، كذلك الكون كله يسير على المنوال نفسه. الموجة تتحول إلى جزيئة والجزيئة تتحول إلى موجة. إن ذلك عبارة عن ولادة وموت.
إن أرواحنا عبارة عن موجة. جميع الأمواج في هذا الكون تتكون من كم (كوانت) وطاقة. تلك الطاقة مصدرها الله. في كل لحظة يحصل تدمير في الكون، لكن القدرة الإلهية تعيد تكوينه من جديد. هنا يكمن سر التوحد مع الخالق والتقرب منه. حينما ينعدم إحساس الكائن الحيّ بأن الارتباط مع الخالق هو غاية الغايات وهو الهدف الأسمى وهي المتعة الكبرى، عندها فإن انضغاط الزمن في نقطة والإحساس بالوحدة المطلقة للكون لا يعود ممكناً.
سيرغيه لازاريف
التعليقات مغلقة.