أنت من تختار أن تكون من شعب الله المختار!
نحن نقف على الحافة التي تفصلنا عن الدمار والفناء. يمكن أن يتسبب ذلك في دفعنا إلى شاطئ الأمان. لكي نتغلب على شهواتنا ومطامعنا وعلى الحقد والبخل والتزلف، لا بد لنا أن نحب الله أكثر من أي شيء آخر. ويتم تحقيق ذلك فقط عندما تكون حاجة الله ملحة لنا مثل تنفسنا، وعندما يشعر المرء أنه بدون ذلك لا يمكنه الاستمرار في العيش. عادة يحصل ذلك قبل الموت. إن البشرية كلها تقف عند هذه الحافة، لكن الناس لا يشعرون بذلك. ومن الصعب عدم ملاحظة الكارثة القادمة.
إن شعب الله المختار ليس الشعب الذي يحبه الله ويفضله على بقية الشعوب، بل إن الشعب المختار عند الله هو ذلك الشعب الذي يبعد عن نفسه النزعات الشيطانية، الشعب الذي يعتبر المحبة أهم من المستقبل.
إن أي إنسان يقرر الابتعاد عن الرغبات والشهوات والمباهج الدنيوية، ابتغاء للسعادة المطلقة وهي التقرب من الخالق ومرضاته، يمكن أن يعتبر نفسه ضمن شعب الله المختار.
فقط مثل ذلك الشخص وذلك الشعب يمكنه أن يحصل على مستقبل جديد وأن يتلقى معارف جديدة عن الكون دون أن يحوّلها إلى أعمال شيطانية. إن الانتماء إلى شعب الله المختار يعني التغلب على شعور التفوق والاستعلاء على الآخرين، إنه التغلب على ما نسميه التكبر والعجرفة.
العجرفة والتكبر يعنيان عبادة الإنسان لنفسه ومقدراته ومستقبله. إن من يريد أن يكون مختاراً عند الله هو من يستطيع التغلب على الحسد والبخل والجشع والكذب والسرقة.
إنه من يحترم الأقرباء ويتقبل إرادة الله. هذا هو القبول بالقضاء والقدر والمصير وعدم البحث عن أعذار ومذنبين. إنها القدرة حتى في الحالات المميتة والقاهرة على أن تبتعد عن كل شيء وأن تحيا من أجل محبة الله، وأن تعكس ذلك على حياتك العادية اليومية.
أن تكون من الشعب المختار هو إحساسك بأن محبة الله والخوف منه ضرورية لك كالهواء الذي تستنشقه، والذي بدونه لا تستطيع أن تعيش؛ هو أن تجعل محبة الله فوق العادات والقوانين.
سيرغيه لازاريف
التعليقات مغلقة.