هل تعرّضت لأي حرمان أو أذى في الطفولة؟ – فلاديمير جيكارنتسيف

لقد تعرضنا جميعنا في طفولتنا وشبابنا للخيانة والخداع والرقابة، وجميعنا نظن أننا لم نحصل على كفايتنا من الحب. وكانت النتيجة أن هذه الحالات ترسخت في داخلك فأصبحت تتعامل مع الناس آلياً وتنسب إليهم نفس الصفات الموجودة في داخلك لأن ما في الخارج يعكس ما في الداخل، فيتصرف الناس معك بالطريقة التي تفكر بها فيهم. وأنت بدورك تترسخ لديك قناعات خاطئة فيما يتعلق بطبيعة الناس وكيف يجب أن تتصرف معهم لتحافظ على بقائك.

إن السؤال الذي يمكن أن تعتبره سحرياً والذي يكشف لك الحالة المعاكسة هو بالصورة التالية: ماذا سيكون شعوري لو أنني لم…؟
إن الحالة المعاكسة للخيانة هي الثقة بالناس والثقة بالجنس الآخر، والحالة المعاكسة للرقابة هي حرية التصرف والحالة المعاكسة للخداع هي الاعتماد على الناس والثقة بهم، والحالة المعاكسة لغياب المحبة هي الإلهام وبناء الشخصية، والحالة المعاكسة للخوف من العيش في هذا العالم هي الحياة بكامل قيمتها.

ماذا سيكون شعورك لو أنك لم تتعرض للخيانة يوماً ما ؟
ماذا سيكون شعورك لو أن أهلك لم يراقبوا جميع تصرفاتك في سنوات طفولتك ؟
ماذا سيكون شعورك لو أنك لم تخدع أحداً في طفولتك ؟
ماذا سيكون شعورك لو أنك حصلت على كفايتك من المحبة في طفولتك ؟
ماذا سيكون شعورك لو أن هذا العالم كان ملكك ولم تخف من شيء فيه ولا حتى من الموت ؟

بمقدورك أن تطرح على نفسك هذه الأسئلة في حال تعرضت لظروف مزعجة خلال حياتك، وعندها ستظهر فيك الحالة المعاكسة التي ستحدد الظروف الخارجية. مثلاً: كيف كنت سأدير الشركة لو أنني لم أتعرض للخداع منذ البداية؟

عندما تبدأ بطرح أسئلة مماثلة على نفسك، حاول أن تسترخي وألا تلهو واسمح للسؤال بأن يستحوذ عليك كلياً. في البداية ستشعر بالحالة التي تتواجد في الخارج، وسيمر بعض الوقت، ربما يوم وربما أكثر، حتى تشعر بشيء بدأ يخرج من الظلمات كشرارة نور. إذا تابعت التمرين فإن الحالة الجديدة ستتضح شيئاً فشيئاً وبشكل تدريجي. من الطبيعي أن الحديث لا يدور حول وجوب الانغماس في هذا السؤال طيلة أيام متتالية. حاول أن تكرس له الوقت الذي يتطلبه، والأهم هو أن تستمع إلى نفسك فتعرف كم تحتاج من الدراسة ومتى.