هل يمكن للإنسان تجنّب مصيره المحتوم
عندما كنت أحاول تحذير أشخاصٍ من أنهم سوف يتعرضون لحادث خطير، لم تكن معلوماتي تؤخذ على محمل الجد
وعند حدوث ما كنت أحذر منه، كنت أفهم أن المرء لا يرى ولا يسمع ولا يتقبل أي تحذيرات. عندما ألمحت لأحد الأشخاص أنه قد يتعرض لحادث مؤسف وشرحت له أن عليه أن يتغير، ومن الضروري أن يعيد تقييم علاقته مع الماضي والحاضر والمستقبل، حدثت أمور مدهشة لكنها مبهمة. تعرض ذلك الشخص على أي حال لحادث، لكنه بقي على قيد الحياة.
قبل أن تحصل أي حادثة في المستويات العليا،يمكن تغييرها بطريقة ما والتفاعل معها. لكن إذا حصلت الحادثة في المستويات العليا، عندها يكون من المستحيل تغييرها. عندما يحصل الحادث في المستويات العليا، فإنه لا محالة سوف يحصل على أرض الواقع. في الحقيقة قد تحصل الحادثة، وبدلاً من موت الشخص داخل السيارة، قد يبقى على قيد الحياة.
أتذكر حديثاً مع امرأة منذ خمسة عشر عاماً، أخبرتها أنني أرى في حقلها موتاً قريباً، لذلك طلبت منها أن تزيل الظلم عن مصيرها ونفسها بدون تأخير، وأن تسامح جميع الأقرباء. بعد يومين استقلت سيارة إلى المطار، وكان السائق شاباً متهوراً دخل بسرعة أحد الأنفاق حيث انزلقت السيارة وصدمت جدار النفق. رغم ذلك لم يصب السائق ولا الركاب بأي أذى. بعد تلك الحادثة، منعت نفسي من التنبؤ بحوادث الموت المحتمة. إن الإنسان مجبول على الخوف من الموت ولا يستطيع تقبل حتميته. عندما تواجه أحداثاً محتومة على المستويات العليا وتحاول تغييرها، من الممكن أن تدمر ليس فقط طاقتك الذاتية بل وطاقة الأحفاد. لذلك فإن رؤية الأحداث المحتومة في المستويات العليا يعد خطراً جداً، أما الإفصاح عنها فلا يعد خطراً بالنسبة لي.
التعليقات مغلقة.