مراحل الحياة والاعتماد على الآخر الأقوى
Dali paintings
يمر الإنسان بحياته في ثلاث مراحل من العلاقات المتبادلة مع العالم: التبعية، التخلص من التبعية، والتعاون. التبعية هي عندما تودع قوتك في الخارج، أي عندما تحاول جعل آخرين يحلون لك مشاكلك، فأنت بذلك قد نقلت أسلوب حل المشاكل الطفولي من طفولتك عندما كنت عاجزاً عن تأمين مستلزمات حياتك وكنت معتمداً على أهلك أو على الكبار في ذلك. ويمكن أن تظهر هذه الحالة بميلك إلى اللجوء إلى المدراء والرؤساء والسياسيين لتطلب منهم أن يحلوا لك مشاكلك. كذلك يظهر ذلك عندما تطلب المساعدة من الله. وكل ذلك يمثل عالم الكبار الذي تشعر أمامه أنك ضعيف، هذه العادة التي حملتها معك من طفولتك.
كثيرون يبحثون عن العون من الله، بسبب شعورهم بالضعف أو لكي يرضوا كبرياءهم. لكن أنت مع من تحب أن تتعامل أكثر؟ أمع الإنسان الذي يعتمد على نفسه أم مع الإنسان الذي يطلب دوماً مساعدتك بدون أن يبذل أي مجهود ليتعلم أي شيء بنفسه؟ ستجيبني طبعاً أنك تفضل التعامل مع الإنسان الذي يعتمد على نفسه. نفس الشيء بالنسبة لله، فالله لا ينبذ أحداً ويمتاز بصبر وتسامح لا حدود لهما، فيقدم الدعم والتشجيع لكل إنسان، لكنه في أمور محددة يعتمد على من اجتاز امتحانات الحياة الصعبة بنجاح. فالظروف مهما كانت صعبة هي التي سوف تساعدك في تطوير قواك الذاتية، والمحاولات الجادة حتى آخر رمق لإيجاد الحل ذاتياً هي التي تفتح أمامك باب المساعدة الإلهية.
التعليقات مغلقة.