لقد عشت مع طاغية (الجزء2)
لقد عشت مع طاغية وحاولت أن أغيره. ولكن بعد 5 سنوات انتبهت إلى أنني يجب أن أهرب (الجزء2)
لجزء الثاني : كيف تحولت من امرأة عادية إلى ضحية ؟
لقد عشت مع طاغية! كان زوجي غيوراً جداً. كان متأكداً أنني كنت أخونه وأنني كنت أفعل هذا في كل مرة تسنح لي الفرصة أو أحلم بفعل هذا. اليوم، بعد أن قرأت عشرات الكتب، أعرف أن الغيرة القهرية نذير سيء. لكي أسيطر على نفسي وأهدأ، كنت أنظر إلى تلفوني. بعد وقت، بدأت أخاف من المكالمات الواردة والرسائل : كل المكالمات المجهولة كانت تثير فضيحة. أقنعني بأن أترك العمل وأبدأ بضبط المصاريف المالية.
شيئاً فشيئاً، اختفت من حياتي صديقاتي اللواتي كن يدخن أو يشربن أو كان اسلوب حياتهن غير أخلاقي. لقد توقفت حتى عن وضع الماكياج والعناية بنفسي، لكي لا أثير نوبات غيرته. كل يوم، كان يدمّر القليل من الثقة التي بقيت لي. قبل كل شيء، التعليقات حول مظهري كانت تصفعني بشدة : لقد جعلني أكتشف أن أنفي كبير، أنني ضخمة جداً وأن وزني زائد. لم يكن يقول لي مباشرة “أنت سمينة“، ولكنه كان يمرر تعليقات عابرة مثل “هذا الفستان لا يليق بك، إنه يبرز بطنك كثيراً”. تعلمت من زوجي أنني غير كفوءة بالكامل مقارنةً مع أمه. في البداية، عندما كنت ما أزال أعمل، كنت أعود إلى المنزل لتنظيف الأرض، لتحضير العشاء، ولكن كل هذا كان بلا جدوى. كما أن قدراتي العقلية تراجعت كثيراً (كنت مشتتة جداً) ولم أعد أعرف كيف أدخل في نقاش جدي.
يمارس المعتدي طريقة قمع لا تخيب
انقسمت حياتنا عندها إلى ثلاث مراحل :
- البحث عن محفز لشجار أو فضيحة، الفضيحة بحد ذاتها، وشهر العسل. وأصبحت كل هذه المراحل حلقة مفرغة. في البداية، كان زوجي يبحث عن أي مبرر لافتعال فضيحة، كان معتاداً على إغراق ألمه في الكحول، كان مزاجه سيئاً وكان يحافظ على صمته لأيام. كان يعطيني الانطباع أنه بحاجة لإخراج نفسه من صمته، ولكنه لم يكن يجد سبباً لتوبيخي مهما كان هذا السبب.
- ثم كنا نصل إلى الذروة : الشجار. كان يمكن أن يتطور إلى تهديدات لفظية، إلى إهانات، صفعات. شرح لي زوجي أنه كان يحارب من أجل حبه الكبير : كان يريد أن أصبح شخصاً أفضل، كان يريد أن تكون عائلتنا مثالية. إذا كررت هذا مرتين إلى ثلاث مرات بالأسبوع، سيصدق الضحية في النهاية. توسلته، وقفت في وجهه، لكن المعتدي لم يكن بحاجة للحقيقة. أعتقد أنه كان يعرف تماماً أنني بقيت مخلصة له، ولكنه كان يريد فقط أن يشعر أن له اليد العليا عليّ.
- والمرحلة الأخيرة : شهر العسل. بعد أن يذلني إلى أقصى حد، كان زوجي يغير موقفه. كان يبدأ بالعناية بي، يطلب مني السماح، يقدم لي أزهاراً ويبكي كطفل. في الواقع، لم يكن يشعر بالخجل، لم تكن هذه أكثر من حيلة بغيضة. هكذا يجعلون الحيوانات تعمل : في البداية يجعلونها تعمل حتى تكاد تموت من الإنهاك، ثم يطعمونها لتبقى على قيد الحياة. من المستحيل أن تعتنوا بطاغية عن طريق الحب أو التنازلات. محاولة تغيير شخص من هذا النوع هو ببساطة أمر عديم الفائدة، لانه لا يحتاج لهذا. هدفه هو تدمير أفضل ما في ضحيته : الطيبة، الثقة والحنان.
التعليقات مغلقة.