هل تحيا حقّاً أم تلعب دوراً في الحياة؟
دورك في الحياة
من نحن ؟ هل نحن ما تدرّبنا على أن نكونه؟ هل نحن ما نقوله عادةً عن أنفسنا لشخصٍ ما؟ هل نحن أمٌّ فلان أو أبٌ فلان أو زوج فلانة أو مدرّس أو لاعب كرة…. ؟ لا، هذه أدوارٌ نؤدّيها. هذه ليست حقيقتنا. حقيقتنا سابقة لهذه الأدوار وتتجلّى فيها. هذه الأدوار لا تمثّل حقيقتنا! فمن نكون حين نفقد أدوارنا هذه؟
نحن نتكلّم عمّن تكون وأنت تؤدّي الأدوار المختلفة في حياتك. مثلًا، هل أنت مبدع؟ إذا كنت مبدعًا، كيف يبدو الإبداع في داخلك من دون أن تعبّر عنه خارجيًا؟
هل تتمتّع بحس الدعابة؟ كيف يبدو حس الدعابة في داخلك؟ هل أنت مرح؟ شغوف؟ وفيّ؟ محبّ؟ مبدع؟ كلّ كلمةٍ هي عبارةٌ عن وصفٍ لجزءٍ منّا. فلننظر إلى كلمة إبداع مثلاً. أنا مبدع بتفكيري لأنني أفكّر باحتمالاتٍ كثيرة قبل أن أحلّ مشكلةً. أنا مبدع بمشاعري إذ أستطيع من خلال تجربةٍ صغيرةٍ أن أترك مشاعري تفيض وتتواصل مع مشاعر الآخرين. فكيف يتجلّى الإبداع في داخلك أنت؟
بعد أن نكتشف صفةً في داخلنا ونتعرّف عليها كصفةٍ تمثلّنا، علينا أن نقدّر هذه الصفة عبر السّماح لها بالتعبير بحريّةٍ وكرامة. ولكي نشعر بالفخر بما نحن عليه، علينا أن نرى كلّ صفةٍ كموهبةٍ نهديها لشخصٍ آخر. وإذا اعتبرنا كلّ صفةٍ أمرًا مميّزاً سيعتبرها الآخر مميّزة أيضًا.
لكي نشارك موهبتنا، يجب أن يعترف بها شخصٌ آخر ويتقبّلها كي يقدّرها ويشاركنا فيها. إنّ ذلك يخلق فيضًا من الطاقة بين شخصين. وهنا تبدأ طريقنا إلى التواصل والحميمة.
ولكي نتأكّد من أنّنا على الطريق الصحيح:
1- يجب أن نتعرّف على ما في داخلنا، كلّ صفةٍ على حدة.
2- يجب أن نتعلّم أن نقدّر كلّ صفةٍ لدينا ونحبّها ونقبل أن تمثلّنا.
3- يجب أن نتعلّم أن نشارك صفاتنا وكينونتنا.
4- يجب أن نتمكّن من تقدير الصّفات القيّمة الّتي يحتاجها الآخر.
تذكّر أنّ كلمة “حقيقيّ” تصف الميّزات التي نتمتّع بها والتي غالباً ما تكون أعمق من تلك الّتي نعبّر عنها خارجيًّا ونقوم بها كدور نلعبه في هذه الحياة. الحقيقة هي جوهر طبيعتنا. عندما نكتشف شخصًا ما ونراه بطريقة أعمق تتخطّى نشاطاته وكلماته ونقدّر صفاته الحقيقيّة الداخليّة نصبح مستعدّين لمشاركة حقيقتنا معه.
صحيحٌ أنّ شخصين كاذبين أو مخادعين يستطيعان فهم بعضهما، أو حتّى احترام بعضهما لقدراتهما لكنّهما لن يحظيا بالطّاقة والتواّصل اللّذين يخلقان وحدةً وإنسجامًا، لأنّ الطّاقة الحقيقيّة هي تلك الّتي تستطيع أن تربط شخصين ببعضهما.
اكتشف ماهيّة الشغف في داخلك من دون تعابير خارجيّة في البداية.
أحبّ طاقة الشغف وقدّرها أي عبّر عنها حتّى ولو كنت خائفًا.
تشارك شغفك مع الآخر.
قدّر صفة الشغف لدى الآخر أي قل له إنّك تقدّر شغفه عندما يظهره ولاحظ الفرق مع شغفك الخاص.
يجب أن نعيد هذه الخطوات في كلّ مرّةٍ نكتشف أمرًا جديدًا عن أنفسنا. أنت تملك كلّ طاقات القلب فاستكشفها وطوّرها. تذكّر أنه ليس لديك حدود لذلك تستطيع أن تتمتّع برحلةٍ طويلةٍ من الاكتشاف اليومي لكل النعم والطاقات الكامنة فيك.
التعليقات مغلقة.