إن أفدح الخسائر هي التي لا نلاحظها!

فإنحلال النفس الأخلاقي أخطر بكثير من الجريمة البدنية لأننا متساوون جميعاً على مستوى النفس.

يزداد عدد الناس الذين يأتون إلى عيادتي ويروون لي أنه في البداية أخذ ذووهم المقربون يموتون وبعد ذلك الأقرباء الأبعد. قالت لي إحدى النساء ذات مرة:”يبدو لي أن أمراً صدر من علٍ بإبادة كل سلالتنا”.

ماذا يعني هذا؟ إن الكون واحد، والتطور يعني زيادة الاتحاد بالعالم المحيط. وهذا يعني أننا مسؤولون ليس فقط عما يجري في أسرتنا، وليس فقط عما سوف يحدث لأبنائنا وأحفادنا.

إننا مسؤولون عما يجري في دار الجار، وعما يرتكب في كوكبنا، وعما يجري في الكون كله. قد يُسأل الإنسان بنفسه عن الجريمة البدنية التي ارتكبها، ولكن قد يدفع أقرباؤه وحتى الشعب كله ثمن جريمته الأخلاقية.

نظرياً قد تدفع البشرية كلها ثمن جريمة أخلاقية ارتكبها شخص واحد تشوهاً وموتاً. يمكن مقارنة الجريمة البدنية بقطف أوراق من الشجرة، أما الجريمة الأخلاقية فهي أشبه باجتثاث الشجرة من الجذور.

سيرغيه لازاريف