هل لديك مثال أعلى في الحياة ؟ اكتشف تأثير هذا في حياتك! – د. سيرغيه لازاريف
إن الخضوع لأي شيء أو لأي شخص يعني تعيينه غاية لنا. يمكن أن نخضع لمثل عليا، أو نخضع لمن نحب، قد نخضع للمال وللرفاهية وللشهرة ولمرجعية معينة، يمكن أن نخضع لروحانيتنا ولمواهبنا ولعقلنا. لكن الخضوع لأي موضوع في العالم من قبل الفرد أو المجتمع يولد التعلق والعدوانية. إنه يتراكم في داخلنا ويقطع صلتنا مع الله، ومن ثم يبدأ الإنسان أو المجتمع بالمرض أو الموت.
قد يكون هذا الخضوع غير ملحوظ. عندما نتصور الخالق على شكل إنساني،عندما ننسب له مواصفات إنسانية، عندما نذكره في زحمة أعبائنا اليومية من دون الإحساس بالزهد أو بالحب، تحدث في لاوعينا عملية استبدال لاشعورية، فنتحول من موحدين إلى وثنيين دون أن نشك في ذلك.
بالنسبة للوثني، الإله هو وسيلة لتحقيق الرغبات وتقوية اللذات. إنه يخضع لغرائزه ولذلك فهو مستهلك فقط، سعادته الأساسية هي الأخذ. بالنسبة للموحد، الإله هو غاية. السعادة الأساسية بالنسبة له هي في السخاء والتسامح وفي القدرة على بذل الطاقة. كلما ازدادت الطاقة التي يعطيها المؤمن بالإله الواحد، ازدادت الطاقة التي يتلقاها. أما بالنسبة للوثني فإن نقص الطاقة الداخلية لا يعوض، لذلك فهو مضطر أن يكون عدوانياً ليحمي ذاته.
إن الإيمان بأن هناك إله واحد يتيح التواصل مع طاقة الكون العليا. أما إذا كان هناك إلهان أو ثلاثة فسوف توجد بينهم علاقات وسيكون هناك أفضلية للواحد على الآخر. لذلك فمهما كان المستوى الذي يضع فيه الوثني إلهه عالياً، فسوف يبقى في كل الأحوال صنماً وظيفته تحقيق الرغبات. لكي نتواصل مع الطاقة العليا لا بد لنا من الابتعاد عن الشكل الخارجي لها سواء كان مادياً أو روحياً. ولا يمكن تحقيق هذا إلا عن طريق التضحية وكبح الغرائز.
التعليقات مغلقة.