الحلوى والريجيم: نحن معتادون، عموماً، على تناول الحلوى في نهاية الوجبات. وهذا يبدو منطقياً: تبدأون بتناول أطعمة صحية ومغذية (حساء، سلطة، عدس…).
تتوقعون عندها أن تكونوا شبعتم كي لا تسرفوا في تناول الحلوى. بعدها. تتلذذون بقطعة صغيرة من الحلوى في النهاية، فقط للشعور بالمتعة.
أولاً الاطعمة الصحية، ولحظة “اللذة” في الختام. ومع هذا، قد يكون عليكم أن تفعلوا العكس…وتبدأوا بالحلوى.
فقد وضع باحثون من جامعة أريزونا، في توكسون بالولايات المتحدة الأميركية، موضع البحث طريقتنا في تناول وجباتنا.لقد أرادوا أن يعرفوا ما الذي يحدث إذا أكلنا الحلوى قبل الوجبة، بدل أن نتركها حتى النهاية.
الحلوى والريجيم: أجرى فريق الباحثين أربع اختبارات. الإختبار الأول في كافيتيريا الجامعة والإختبارات الأخرى على موقع أنترنت متخصص في توزيع الوجبات الجاهزة.في الكافتيريا، عكس الباحثون ترتيب الطلبيات: كان على الطلاب أن يختاروا أولاً حلوى قبل الأطعمة الأخرى (سلطة، لحم، نشويات…). على موقع الانترنت، اعطوا الأولوية أيضاً للحلوى.
كان على الأشخاص الذين يسجلون طلباتهم اون لاين، أن يبدأوا بحجز الحلوى قبل أن يختاروا وجباتهم. ثم أعادوا من بعدها تكرار التجربة، ولكن هذه المرة مع الحلوى في نهاية الوجبة كالمعتاد. ما الذي تغير؟
لدهشة الباحثين، الأشخاص الذين اختاروا الحلوى ذات نسبة الدهون والسكر العالية أولاً، تناولوا بعدها أطباقاً منخفضة السعرات الحرارية. لقد استهلكوا، كمعدل عام، كمية سعرات حرارية أقل ب 161 كالوري مقارنةً بأولئك الذين أنهوا الوجبة بالحلوى.
ولكن هذا لم ينجح إلا مع الحلوى المرتفعة الدسم والسكر. الأشخاص الذين بدأوا بحلوى صحية، انتهوا بتناول كالوريهات أكثر من أولئك الذين اكلوا حلوى في نهاية الوجبة.
ونفس النتيجة بالنسبة للأشخاص الذين تناولوا حلوى دسمة!
يقترح البروفسور مارتن ريمان، المشرف الرئيسي على الدراسة، شرحاً لهذه الظاهرة الغريبة :”نعتقد ان الزبائن الذين اختاروا الحلوى الدسمة تناولوا بعدها أطباقاً صحية أكثر لتعويض الحلوى المرتفعة السعرات الحرارية”.
الفواكه في البداية أيضاً
شيئاً فشيئاً، يزداد اقتناع المعالجين الطبيعيين أن الفواكه أيضاً يجب استهلاكها قبل الوجبات وليس بعدها.
لأن الفركتوز، في الواقع، لا يتم هضمه في المعدة بل في الأمعاء الدقيقة. ومن هناك ينتقل السكر إلى عموم الجسم. لهذا هو بحاجة إلى وسط قلوي.
عندما تأكلون أطعمة غنية بالبروتينات (بيض، لحم، خضار…)، ستفرز معدتكم حوامض لهضم هذه البروتينات. لهذا، إذا تناولتم تفاحة بعد الوجبة، ستسبح في وسط حمضي وستتأخر عملية هضمها.
الخطير في الأمر أنها تتخمر في المعدة وتتحول إلى كحول. هذا التخمّر يمكن عندها أن يؤثر على عملية الهضم ويتسبب بمشاكل في المعدة (نفخة، تطبّل، حرقة…).
مع أن الدراسات لم تثبت هذا بعد، فإن العديد من المعالجين الطبيعيين ينصحون بعدم تناول الفواكه بعد الوجبات مباشرة، ولكن قبلها ب 15 إلى 20 دقيقة.
افعلوا كما يفعل الصينيون
ربما كان تناول الحلوى في نهاية الوجبة أمراّ بديهياً بالنسبة لنا. ولكن اعلموا أن ليس هذا هو الحال في كل أرجاء العالم. في شرقي آسية مثلاً، من النادر جداً أن ننهي الوجبة بطبق حلوى.
إنهم يفضّلون عموماً تناول مشروب ساخن، شاي أو زهورات، وهذا أفضل لعملية الهضم. هذا يساعدكم على أن تحدّوا من كمية السعرات الحرارية الإجمالية في وجباتكم وأن تتجنبوا مشاكل الهضم.
بكل تأكيد، من الأفضل أن لا تأكلوا الحلوى إطلاقاً، أو أن تحتفظوا بها للمناسبات المميزة. لكن السكر لديه قدرة إدمانية قوية وليس من السهل دائماً أن تقاوموا إغراء استهلاكه.